الجدة فاطمة

مسحت الثورة المباركة أثر المستعمر الدنيء، الذي لوّث تربتنا بأقدامه المكدرة، زارعا بذور الدمار وأنهارا من دماء، وتاركا جروحا لا تندمل، رغم مرور الزمان وجري السنين، لكن الذاكرة الجزائرية تأبى النسيان...

لاسيما القرى والأرياف فقد تلقت كفاية عبث الغرباء وتخريبه بجيش جرار لا يرحم حتى المرأة والصغير في حضنها، كون الريف في عزلة بعيد عن يد الأمان. الريف الجزائري كنز يخبئ أسرار هذا الوطن الجميل، أسرار الأجداد الذين تحركت أيديهم فكبلت ومضت أقدامهم من أجل صنع الحرية والسلام فأصبحوا في غياهب الزنزانات، ليلقموا شتى المظالم ويذوقوا مرارة العذاب، فهل تنسى الذاكرة هذه الأحداث المرة يا ترى؟ هذا هو الريف الجزائري مأوى البواسل والأبطال، الذي يصمد ويصمد أهله في وجه الأهوال.

وفي روايتنا هذه نروي قصة امرأة جزائرية طيبة الطبع، صامدة في وجه الطبيعة الريفية الصعبة، تواكب الزمان وتصنع الحضارة الريفية بأبسط ما تملكه من أشياء، فهذه الحياة المتواضعة توارثها المجتمع الجزائري الذي عاش الحقبة الاستعمارية القاسية والدامية، لكن سرها ورونقها يأتي بعد الخوض في تجارب الحياة في الريف، والذي يجهل حقيقته الكثيرون.

فمن تكون هذه المرأة العجوز؟