قلب رمادي

داخل الظلام العميق والصمت المطبق، ينبض بداخلي رماد ينتظرُ شرارة الكلمات أن تُشعل نارا لا تنطفئ، ولا يمكن إخمادها أبداً.

هذه شرارة  يتلاقى فيها الشغف بالكتابة مع غموض المستقبل، وأنا الكاتب الذي لم يبصر الورقة بعد، لكن رأى حدود عالم وُلد لتوّه، وتجاوز أبعاد الزمان والمكان حاملا بين ساعديه قلما لم يُسكب حبره، فتعطّش الكتابة بيدي التي ترتجف لثقل ما يعبر نحو أناملي من كلمات. 

وأعلم أنك تتساءل عن القصة التي سأرويها لك، لكني لا أملك أدنى فكرة في هذه اللحظة كيف ستكون إجابتي.

ربما هذه الرواية لم تكتب بعد، إلاّ أن هذه المقدمة تعلن عن وجود عالم جديد ينتظر أن يبصر النور بعينيك أنت.. حين تنتقل بين الكلمات والأسطر مقلّباً الصفحات. 

 في مدينتي الداخلية جلست بمفردي مخاطبا السماء عندما عجز عن فهمي مجتمع بأكمله. 

قد تروي النجوم قصتي يوماً ما حينما لا يتذكرني أحد، فلست بطلا في قصة أحدهم. أعلم أنني مجرد فاشل يحاول أن يُظهر براعة يده.

  قد أفشل في هذا أيضا، أعلم أنني كاتب سيء .

 لكن لم تعد هنالك فرصة أخرى سوى أنني أرى نفسي أقف على حافة الكلمات، في مواجهة الورق الأبيض، ومعي قلم أسود أخطُّ به في هذه المسودات نبض كل كلمة  تخطر بمخيلتي وأنا منتشٍ من شدة الألم...